طاب يومان لنا في قربة ... بعد شهرين لهجر مضيا

فأقرَّ الله عيني وشفى ... سَقَماً كان لجسمي مبليا

وقال فيها:

ألا يا عريب وقيت الردى ... وجنبك الله صرف الزمن

فإنك أصبحت زين النساء ... وواحدة الناس في كل فن

فقربك يدنى لذيذ الحياة ... وبعدك ينفي لذيذ الوسن

فنعم الأنيس ونعم الجليس ... ونعم السمير ونعم السكن

ثم قال فيها وفي جاريتها بدعة وتحفة:

إن عريباً خلقت وحدها ... في كل ما يحسن من أمرها

ونعمة الله في خلقه ... يقصر العالَمُ في شكرها

أشهدني جاريتاها على ... أنهما محسنتا دهرها

فبدعة تبدع في شجوها ... وتحفة تتحف في زمرها

يا رب أمتعها بما خُوَّلت ... وامدد لنا يا رب في عمرها

وكانت عريب على موعد من زيارة إبراهيم، فلما كانت في صباح يوم الموعد لم تجد نشاطاً للزيارة، فأرسلت إليه بدعة وتحفة تحملان منها هذه الرسالة:

بنفسي أنت وسمعي وبصري - وقَلَّ ذلك لك، أصبح يومنا هذا طيباً طَّيب الله عيشك - قد احتجبت سماؤه، ورق هواؤه، وتكامل صفاؤه، وكأنه أنت في رقة شمائلك، وطيب محضرك ومخبرك، لا فقدت ذلك منك، ولم يصادف حسنُه

وطيبه منا نشاطاً ولا طرباً لأمور صدتني عن ذلك، أكره تنغيص ما أشتهيهِ لك من السرور بشرحها، وقد بعثت إليك ببدعة وتحفة ليؤنساك وتُسر بهما، سرك الله وسرني بك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015