المراه (صفحة 95)

مجهوداتهم تهدف، دائما، إلى تحقيق السعادة والأمن العموميين. وباختصار لقد كانوا يتصرفون كأرباب أسر تجاه أبنائهم.

هذا، وإن الأتراك - وأكرر ذلك - يبدؤون جنودا، فيعرضون أنفسهم إلى جميع المخاطر قصد الحصول على الثروة وعلى المسؤوليات. وعندما يتقدمون في السن يجنحون إلى الراحة ويتقاضون تعويضات تتناسب مع خدماتهم، وعندئد، فقط، يبلغون المراتب العليا، ويستطيعون الارتقاء حتى إلى درجة داي.

وعندما يموت الباشا، يجتمع الديوان كما تنص على ذلك القوانين، ومن توفرت فيه جميع الشروط الضرورية يتم انتخابه ويعلن باشا، ثم يجلس حينا على أريكة الملك بعد أن يكون قد ارتدى قفطان الداي الراحل. بعد ذلك يؤدي اليمين القانونية ويحتفل بتعيينه , وعندما تنتهي عملية التنصيب يكلف أحد الأشخاص بالذهاب إلى الباب العالي للإخبار عن وفاة الباشا القديم وقيام الديوان بانتخاب الحاكم الجديد، وبهذه المناسبة تكتب رسالة تحمل إمضاء وخاتم كل واحد من أعضاء الديوان وخاصة القاضي والمفتي ونقيب الأشراف. ويوافق أعيان المدينة كذلك، على هذا الاختيار ويشهدون على مقدرة الشخص المعين.

ويسمى الرسول الذي يحمل هذه الرسالة آغا الهدية، إذ أنه يحمل معه هدية مكونة من بضعة جلود الأسود والنمرة، وعدد من الأغطية الصوفية التي تصنع في الجزائر. والغرض الرئيسي من الهدية، التي لا تتجاوز قيمتها 5000 فرنك، هو تقديم نموذج عن منتوجات الإيالة الصناعية. وتوزع على السلطان وأعضاء حاشية الذين هم القبطان باشا والوزير، الخ ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015