المراه (صفحة 39)

فرارهم عندما تهاجمهم قبيلة من القبائل العدوة، وفي كثير من الأحيان يضطرون إلى تركها.

وهم يحبون خيلهم حبا شديدا، ويجعلونها في مكانة خاصة إلى درجة أنهم يقدمون لها حليب النوق.

عدد هؤلاء السكان كبير، وأصلهم عربي كما تقدم، والقيادة فيهم يتورثها الابن من الأب. ويزعمون أن هؤلاء القادة ينحدرون عن النبي داوود. ويتصرف كل قائد في حوالي عشرة آلاف خيمة لا تبقى في مكان واحد أكثر من شهر. وأهم ما يتغدى به هؤلاء الأهالي التمر وحليب النوق، ويقدمون منتوجاتهم للسكان المزارعين مقابل الشعير والقمح وكذلك القماش الذي يصنعون منه لباسهم والمناديل الحريرية التي تستعملها نساؤهم. ويحملون على ظهور الجمال الصوف والسمن الخ ... ويعتبر صوفهم من أجود الأنواع وهو يشبه المرينوس الى حد كبير. جمالهم شبيهة بالمتوحشة لا تروض إلا بصعوبة، ولا تستعمل في الأشغال كما يفعل ذلك سكان التل.

ويوجد لدى هؤلاء السكان نوع من أجود أنواع الخيل، وهم بالطبع، أكثر نشاطا، وقوة من السكان المزارعين الذين ذكرناهم أعلاه، ونستطيع القول بأن الرجل منهم يساوي عشرة من الآخرين.

وتعيين مشايخ الصحراء من اختصاصات باي قسنطينة، وعندما يقلدهم زمام الحكم يهدي إليهم معطفا مدبجا بالخيوط الذهبية. ويضع تحت تصرف الشيخ الواحد عشرين خيمة من الجنود الأتراك وأعلاما وجوقة موسيقى عسكرية، ويكون هذا الشيخ كالملك بالنسبة لسكان الصحراء، الذين تبذل جميع الوسائل الممكنة لجلبهم إلى قسنطينة، فيدعون للتنقل إليها أيام السوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015