الرزق, وإعمار الأرض بالعلم والعمل هو أحد الأهداف التي يحثّ عليها الإسلام لكفاية المجتمع ورفع أحواله الاقتصادية, ولهذا فقد حرَّم الإسلام أي كسب غير شرعي, فحرَّم السرقة والغصب والنهب والاحتيال ... إلخ. وحث على التنافس، وفي الإسلام ليس العمل الفردي هو المسلك الوحيد لرفع الاقتصاد, فالإسلام يجعل على الدولة النصيب الأكبر في تشغيل رعاياها, وإيجاد الفرص المناسبة للاستفادة منهم في أشغالها كلٌّ حسب طاقته واتجاهه, والقائم على شئونهم هو المسئول الأول عن كل خلل يحصل في النواحي الاقتصادية للدولة, وقد روي عن عمر -رضي الله عنه- أنه كان يتململ على فراشه ويقول: "والذي بعث محمدًا بالحق, لو أن جملًا هلك ضياعًا بشط الفرات لخشيت أن يسأل عنه آل الخطاب" يعني: نفسه -رضي الله عنه1.

ولهذا انتعشت أحوال المسلمين حينما كان التوجه صادقًا من قِبَلِ الحكام والمحكومين, ويذكر المؤرخون أنه مرَّت فترات بالمسملين كان يمشي أحدهم بصدقته في أفريقيا وغيرها, فلا يجد من يأخذها, وتولى عمر -رضي الله عنه- القضاء في خلافة أبي بكر فمكث سنة لم يتحاكم إليه أحد2.

وهي شواهد على ما وصل إليه المسلمون من الجدّ والتناصح والإيثار, ووقوف كل شخص في المكان الذي يستطيع فيه نفع نفسه ونفع غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015