الشيوعية وضرب الناس بعضهم بالبعض الآخر, بزعم أن طبقة البروليتاريا طبقة العمال أو الكادحين طبقة مظلومة يجب أن تأخذ حقَّها من الأغنياء بالقوة.

فقد دعت الشيوعية إلى تأجيج الصراع الطبقي بين الملاك والفقراء, وأوغرت صدور الفقراء على الأغنياء, وأقنعتهم بأنه لا يمكن أن يصل الفقراء إلى العيشة الكريمة إلّا بالإحاطة بطبقة الأغنياء وأصحاب رءوس الأموال وسلبهم إياها عن طريق السلاح والقوة؛ ليتمَّ رفع مستوى الفقراء الكادحين -البروليتاريا, وتَمَّ لهم ذلك؛ فبطش الفقراء بأصحاب الأموال وسلبوهم إياها, وجاءت الدولة لتستولي على كل مصادر الحياة, وتساوي بعد ذلك الأغنياء بالفقراء, فلا بقي اللأغنياء على غناهم, ولا رفعوا الفقراء، وجنى الجميع بعد ذلك نار الحقد والبغضاء, وتبخرت أماني الفقراء, وذهبت أدراج الرياح كل ما وعدتهم به الطغمة الحاكمة الماركسية, وبقي الجميع في همِّهم وغمِّهم إلى أن استطاعوا أن يتنفسوا الصعداء قبل ثلاث سنوات, ومرَّغوا أنوف جبابرة الماركسية في الوحل, وانتقم الله منهم وهو عزيز ذو انتقام, وقد أدرك القارئ أنه لا مقارنة بين هذه الجاهلية الحمقاء وبين الإسلام, ذلك أنَّ الإسلام ليس فيه صراع طبقيّ ولا تأليب جماعة ضد جماعة أخرى, بل الكل مؤمنون أخوة كالجسد الواحد, والرزق بيد الله, والعمل مشترك بين الجميع, والتنافس المعتدل مطلوب, وبهذا عاش الإسلام والمسلمون بخير, ولم يعهد في أي حقبة من الزمن أن ثار المسلمون على الإسلام وطالبوا بالغائه, وذلك لما عهدوا فيه من الحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015