والفساد، فتوالت على المسلمين النكبات من كل جانب، ولولا لطف الله تعالى وتكلفه بحفظ دينه وكِتَابه لكان العالم الإسلامي في مهبِّ الريح، فلقد فعل الشيوعيون بالمسلمين وبممتلكاتهم أفعالًا يندى لها الجبين، فكانوا يهدمون المساجد والبيوت على مَنْ فيها, في حقدٍ لا نظير له، والحمد لله الذي أقرَّ أعين المسلمين بموت الشيوعية واندحارها في عقر دارها، سنَّة الله في الباطل الذي يكون له صولة ثم يضحمل -كما سيأتي الحديث عن هذا المذهب الهدام وأتباعه الأبالسة.

أما بالنسبة للاحتلال اليهودي لأراضي المسلمين:

فلقد كان له تأثير واضح نجح رويدًا رويدًا من وراء ستار, كما هو شأن اليهود الذين يجيدون المؤامرات السرية ضد كل المخالفين لهم، وهم وإن لم يكن لهم مستعمرات كثيرة واضحة، فإن لهم مستعمرات هي أشد خطرًا من المستعمرات الظاهرة، فلم يكن السبب في انتشار العلمانية في البلاد الإسلامية هو ما تقدَّم من الأسباب فقط، وإنما انضاف إليها هذا التيار الخطير الهدَّام, والمتمثِّل في دور اليهود الحاقدين, الذين أخبر الله في كتابه الكريم عن شدة عداوتهم للإسلام والمسلمين، وأنهم لا يزالون على عداوتهم إلى الأبد، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} 1، وجاءت السنة النبوية لتؤكد ذلك، فقد أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن خبث اليهود ومكرهم بالمسلمين في عدة أحاديث، منها: "ما خلى يهودي بمسلم إلا وهَمَّ بقتله" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015