واستمع أخي القارئ كذلك إلى مزيد من أكاذيب القوميين فيما يزعمه د. علي حسن الخربوطلي1 من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حاول أن يتحرَّر عن القومية العربية, ويعلن نفسه لجميع البشر, ولكنه لم يستطع؛ إذ غلبت عليه القومية العربية وصار يتعصَّب لها ويدافع عنها. وهذا من أشدِّ الكذب والبهتان, فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من أشدِّ أعداء الدعوات الجاهلية ومنها القومية, والنصوص في هذا أشهر من أن تذكر.

ومن الأمور البدهية أن الإسلام ودعوى القومية لا يتفقان؛ لأنَّ مصدر الإسلام هو الله -جل وعلا, ومصدر القوميِّات هي الجاهليات وعقول البشر القاصرة, كذلك فإن إعراض القومية عن الدين وعدم تحكيمه والرجوع إليه والاستغناء عنه بشعار تلك الجاهليات أمر لا يقره الإسلام ولا يسايره بحال.

كما أنَّ تقديم الأخوة القومية على الأخوة على الدين هو كذلك أمر يرفضه الإسلام, وكذا الموالاة يجب أن تكون بين المسلمين لا أن تكون على أساس قومي {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} 2. كذلك فإن الإسلام يدعو إلى التآلف والتراحم والتساوي في الحقوق والواجبات, وأن أكرم الناس هو أتقاهم لله تعالى, بينما القومية لا تقوم على هذه المفاهيم المشرقة الجميلة, بل تقوم على بغض الآخرين والتعالي عليهم والفخر بالأحساب والأنساب, وغيرها من مخازي الجاهلية التي حاربها الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015