والوزير العظيم يحتضن الشعب ... وآماله ويلقي دثاره

يتبنى أحلامه وأمانيه ... بروح قوية جباره

بسهر الليل كي يحقق رؤيا ... قومه في تقدم وحضاره

واضعًا عينه على كل فرع ... وجهاز وشعبة وإداره

يتقصى ويستحث ويوصي ... ويهز الكراسي الدواره

ويمد الموظفين بروح ... منه وهاجة تشع حراره

وهكذا إلى آخر القصيدة التي يصور فيها كل وزير في أي بلد كان، ولا في تصويره ما يشير إلى الحدود الوطنية، ولا إلى بلد معين، بل جعل صورته الشعرية إلى كل مسئول وزيرًا كان أو غيره، في تصوير عام يشمل كل من يتحمل مسئولية الشعب، وينوب عن المجتمع في كل مشاكله ويسهر على راحته؛ ليحقق آماله وأمانيه، ويدفع الأذى عنه، ويرفض التأخر والرجعية، وذلك بروحه القوية الجبارة، ويمدده البناء الوهاج، حتى يدفع أمته قُدُمًا إلى الأمام، لترقي إلى مدارج الرقي والحضارة.

وهذا تصوير اجتماعي لكل وزير، بل لكل مسئول في أي موقع من مواقع العمل والإنتاج، في أي بقعة من بقاع العالم، ولذلك احتل شعره الاجتماعي مركزًا عالميًّا، فهو شعر إنساني عالمي بروح إسلامية عالمية، تحب الخير للإنسان في أي مكان، فكان السنوسي الشاعر السعودي الوحيد التي ترجمت قصائده إلى لغة أوروبية، ولعل هذا الجانب الإنساني الإسلامي العالمي في شعره هو الدافع الأساسي لانتشار شعره في العالم الغربي بلغة أخرى غير لغته العربية.

ومن روائع شعره الاجتماعي قصيدته "اليتيم السعيد"1:

راح يزهو عليه ثوب جديد ... وعلى ثغره ابتسام سعيد

"برعم" من براعم الجيل مازال ... طريًّا غصينه الأملود

أيقظته أشعة "العيد" ينساب ... على الكون فجرها المولود

فصحا تشرق البراءة في عينيه ... والطهر والرضا والسعود

هب من نومه يغني كما غنى ... على الأيك بلبل غريد

وارتدى ثوبه القشيب وهزت ... قلبه الطاهر النقي البرود

فمضى يملأ الشوارع رقصًا ... وغناء يفيض منه الوجود

مرحًا في طفولة يستحب الر ... قص منها ويستلذ النشيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015