وهكذا إلى آخر القصيدة، وكذلك قصيدته "البحر الأخضر" مهداة للصديق الشاعر محمد حسن عواد ومطلعها:

الأرض يحيها السحاب إذا همر ... ويحيلها قلبًا وينطقها فما1

وهكذا في قصائده كثيرة وردت في الينابيع والأغاريد والأزاهير والقلائد، تسير على هذا النمط من المدح في ثوب طريف واتجاه جديد.

خامسًا: الشعر الاجتماعي:

وهذا الغرض لا نستطيع أن نحكم عليه بأنه غرض أدبي قديم، بل هذا الغرض لا بُدَّ أن يكون جديدًا؛ لأنه يصور المجتمع الذي يخالطه الشاعر، ولا شك أن هذا المجتمع يختلف عن المجتمعات التي سبقته بما يتناسب مع المرحلة التاريخية التي يعيشها الإنسان، فإنسان اليوم الاجتماعي غيره بالأمس، والمجتمع في المستقبل يختلف كثيرًا؛ لأنه يمثل مرحلة تاريخية نابعة من عصره ومجتمعه، ولذلك كان هذا الغرض جديدًا في أسلوبه ونهجه ومعانيه وموضوعاته.

وجاء هذا الغرض في بعض دواوينه مثل قصيدة "صورة شعرية ص44، 45"2، وقصيدة "اليتيم السعيد"3، وقصيدة "أتمنى"4، وقصيدة "لكل صابون ليفة"5، وقصيدة "كوكب الشرق"6.

وفي "صورة شعرية" يقول السنوسي في مقدمتها: "مهداة إلى كل وزير في بلادي الفتية" منها:

يا معالي الوزير إن الوزارة ... علم رائع السنا بل مناره

يرقب الشعب نورها وصداها ... أينما حلَّ ليله ونهاره

مثل ما ترقب المراصد نجمًا ... تجتلي نوره وترعى مداره

ومن الشعب تستمد المعالي ... ما لها من جلالة ونضاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015