الوحدة الفنية في شعره:

فالوحدة الفنية في شعره تكاد لا تخلو منها قصيدة أو مقطوعة؛ حيث تقوم على غرض واحد، وموضوع واحد، يشتمل على أفكار تنمو من خلال الموضوع، وتدور في فلكه في ترابط وتلاحم بين الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة، والإيقاع والموسيقي حتى نهاية القصيدة، وإذا رجعنا إلى قصيدة مما سبق، أو مما سيأتي، ستجد هذه الوحدة تسري بين جوانبها المختلفة.

التشخيص في التصوير الشعري:

أما التشخيص عند بهكلي فيرجع الاهتمام به إلى خياله الواسع العميق، الذي يبعث الحياة في الجمادات والأرواح في المعاني والمجردات، فتتعاطف الكائنات معه، وتتردَّد أصداء أحاسيسه ومشاعره بين أعماقها، فيحبها وتحبه، ويعشقها وتعشقه، ويشتاق إليها وتشتاق إليه، يقول بهكلي في "البحر يلد أبها":

صورت وأضحى هائمًا مغرمًا قلبي ... وتهت ولي عذر فإدلالها يصبي

كأني مجذوب لها وهي جاذب ... لحبل ودادي حيث قد أحكمت جذبي

إلى قوله:

حبيتك حبًّا فوق جهدي وطاقتي ... وحبك يا أبها تغلغل في القلب

أيا ذوب إحساس رقيق ويا مدي ... خيال وسيع الأفق في عالم رحب

إذا كان في مغنى "اليمانية" انتمى ... هواي فقد ذقت الصبابة في "النصب"

وتحت ظلال الأيك في "السودة" انجلى ... لي الحسن مشدودًا على ربعها الخصب

وأيدي النسيم الغض تهصر غادة ... من العرعر المزدان ذي الفتن الرطب

على حين صداح البلابل قائم ... يصوغ الرؤى بترنيمة حلوة تسبي

وينساب رقراقًا نمير مدله ... كأن أساه من فراق ابنه السحب

وكم في شفا "القرعاء" سرحت ناظري ... ليرجع مبهورًا من المنظر العذب

كأن لكف السحر تمريرة على ... عيون المياه الجاريات على الترب

تلمست أبغي دارة الحسن في الدنا ... وساءلت عن مغني العنادل في دربي

وطفت أرود المرتع الخصب للهوى ... لألقاه في أبها ابنة السحر والحب1

طور بواسطة نورين ميديا © 2015