رابعًا: الموسيقى الشعرية

العسيري شاعر ثائر، ومتجدد في تجديده، ولا غرابة في ذلك فقد تحرر في تجديده فخرج على الموسيقى الخليلية في العروض والقافية بعض الخروج في بعض قصائده، وليس معنى ذلك أنَّ العسيري لم يحافظ على الوزن والقافية التقليدية المشهورة في عمود الشعر العربي، بل كانت معظم مقطوعاته وقصائده يلتزم فيها البحر الخليلي، وقافية الشعر المحافظ، وإن كان الشاعر يميل في شعره إلى البحور الخفيفة، وإلى المجزوء من البحور مثل:

قصيدة "شوق"، وقصيدة "الدنيا"، وقصيدة "وصفحة من حياتي"، وقصيدة "ونكسة أخرى"، وقصيدة "طائر"، وقصيدة "حديث مع الزهرة"، وقصيدة "سمير الأحزان"، وقصيدة "إنسانية"، وقصيدة "دموع الحياة"، وقصيدة "الغر" وغيرها، ومرت الأمثلة والشواهد.

ومن قصائده ما يسير على نظام المقطعات مع الاحتفاظ بالوزن والبحر، واختلاف القافية وحرف الروي، وهذا أقلّ مما سبق بكثير مثل قصيدة "عمري الضائع"، وقصيدة "ضياع في ركب المتاهة"، وقصيدة "عيد بلا اجتماع"، وقصيدة "سامحيني" ومقطوعة "عربي"، "عودي"، "في المستشفى"، وقصيدة "الواقع الأليم والمراكب التائه"، وقصيدة إلى أعدائي" وغيرها، وقد مرت الأمثلة ولا داعي لتكرارها.

ومنها ما يلتزم فيها الشاعر البحر الواحد، لكن البيت ينتهي بتذييل يقوم على تفعيلة، ليضيف بها لحنًا جديدًا في ألحانها، وينسحب عليها إيقاعًا ينظم توقيعاتها الأخيرة، وهذا أقلّ مما سبق بكثير، مثل قصيدة "يا عالمي" يقول:

يا عالمي إني هنا أبكى المصير ... ألا ترون

وقد مرَّ ذكرها.

ومثل قصيدة "خواطر إنسان تائه؛ حيث بناها الشاعر على تسع مقطعات مختلفات في القافية، كل قطعة تقوم على ثلاثة أبيات تنتهي بعدها بتذييل يشمل توقيعتين، يقول العسيري:

أيها الإنسان لا تطغ عليَّا

إن ظلمي قوة ملك يديّا

دعوة في الليل لا تبقيك حيّا

لا تلمني إن دعوت

فتزول وتموت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015