احتمالا، وأن تكون صحيحة السند، وأكد ابن الجزري في كتابه النشر أن القراءة التي توفرت فيها هذه الشروط لا يجوز إنكارها ولا ردها، فإذا افتقد شرط من هذه الشروط اعتبرت القراءة شاذة ...

والحكمة من تعدد القراءات كما ذكر السيوطي في الإتقان التخفيف على الأمة، والكشف عن أوجه التعليل والترجيح في كتاب الله، وإظهار سر الله في صيانة القرآن عن التبديل، والمبالغة في الإعجاز، كما يؤكد لنا تعدد القراءات عناية العلماء بكتاب الله، وتوقيف كل ما يتعلق به، قراءة له، ورسما لكلماته وحروفه، وأداء لألفاظه، وضبطا لكيفية نطق كلماته وألفاظه، وشرحت بعض المصطلحات الفنية التي استخدمها القراء لتوضيح كيفية النطق والأداء اللفظي من حيث الإدغام والوقف والإشمام والروم والسكت والقطع والقصر والمد والحدر والتدوير والترتيل والتجويد والترقيق والتفخيم والإمالة، وشرحت في «الفصل الرابع عشر» الوقف والابتداء، ولا يحسن الترتيل إلا بمعرفة الوقوف وتجويد الحروف، وتحدثت في «الفصل الخامس عشر» عن إعجاز القرآن، وذكرت أقوال العلماء في وجوه الإعجاز، وشرحت معنى الإعجاز عند العلماء، فالخطّابي نظر إلى الإعجاز من خلال تأثير القرآن في النفوس والقلوب، والرمّاني نظر إلى الإعجاز من حيث البلاغة وأورد الخصوصيات البلاغية في القرآن، ورأى القاضي الباقلاني الإعجاز في «بداعة النظم»، من حيث مخالفته لما عهد العرب من أساليب السجع والشعر وابتعاده عن الألفاظ الوحشية والمستكرهة، وذهب القاضي عبد الجبار إلى أن الإعجاز القرآني يتمثل في «جزالة اللفظ وحسن المعنى ومطابقة الكلام لمقتضى الحال»، ورأى عبد القاهر الجرجاني الإعجاز في «الملاءمة بين الألفاظ»، لأن الكلمة لا تستمد مكانتها من ذاتها، ويقع التفاضل بين الكتاب بحسب قدرتهم على إيجاد التلاؤم بين اللفظة واللفظة التي تليها، كالنسج والتأليف والصياغة والبناء والوشي والتحبير، بحيث يكون الوضع والترتيب خاضعا لمعايير وأقيسة ومرجحات، بحيث لو تم استبدال هذا الترتيب بغيره لما صح النظم ولما استقام، وأكد «الجرجاني» أن ما أعجز العرب هو تلاقي اللفظ والمعنى معا، فلا مجال للإعجاز في لفظ دون معناه، ولا في معنى دون لفظ، والعبارة البيانية هي نتاج لفظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015