الموضع الذي فيه الناس والكرسي، وشبابيك آخر للبرج أيضا الى الميدان، وهو ميدان كبير في غاية الاتساع، ويجتمع فيه الجند، ويعرضهم ذلك النهار، وهو تارة ينظر الى عرض الجند، وتارة الى الناس والوعاظ، ولا يزال كذلك حتى يفرغ الجند من عرضهم، فعند ذلك يقدم السماط في الميدان للصعاليك، ويكون سماطا عاما فيه من الطعام والخبز شيء كثير لا يحد ولا يوصف، ويمد سماط ثان في الخانقاه للناس المجتمعين عند الكرسي، وفي مدة العرض ووعظ الوعاظ يطلب واحدا واحدا من الاعيان والرؤساء والوافدين لأجل هذا الموسم ممن قدمنا ذكره من الفقهاء والوعاظ والقراء والشعراء، ويخلع على كل واحد ثم يعود الى مكانه، فاذا تكامل ذلك كله، حضروا السماط وحملوا منه لمن يقع التعيين على الحمل الى داره، ولا يزالون على ذلك الى العصر او بعدها، ثم يبيت تلك الليلة هناك، ويعمل السماعات الى بكرة، وهكذا يعمل في كل سنة، وقد لخصت صورة الحال، فان الاستقصاء يطول، فاذا فرغوا من هذا الموسم تجهز كل انسان للعود الى بلده، فيدفع لكل شخص شيئا من النفقة» (?) .

وزادت في هذه الحقبة الرغبة في الذهاب الى الديار الحجازية والمكوث الى جوار الكعبة في مكة المكرمة او الى جوار ضريح الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنورة وتدبيج القصائد المدحية التي تشيد برسالته وتذوه بفضائله ومناقبه. وكان الملك مظفر الدين صاحب اربل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015