وَلَا الضَّالِّينَ: (لا) حرف، ولا تكون اسما خلافا للكوفيين، وتجيء للنفي، نحو: لا رجل في الدار. وللطلب، نحو: لا تضرب زيدا. وزائدة، كما هنا، وفائدتها تأكيد معنى النفي، كأنّه قيل: لا المغضوب عليهم ولا الضّالّين، وتعيّن هنا (?) دخولها لئلا يتوهم عطف (الضّالين) على (الذين).

وقرأ أبيّ (?): وغير الضّالّين، وروي عنه في (غير) الموضعين النصب والخفض.

وتأكيد النفي بغير أبعد، وبلا أقرب.

ولتقارب معنى (غير) و (لا) أتى الزمخشري (?) بمسألة يتبيّن بها ذلك فقال: وتقول:

أنا زيدا غير ضارب، لأنّه بمنزلة: أنا زيدا لا ضارب. وامتنع: أنا زيدا مثل ضارب.

يريد أنّ العامل إذا كان مضافا إليه لم يتقدّم معموله عليه ولا على المضاف. وإنّما أجازوا تقديم (?) معمول ما أضيف إليه (غير) على المضاف حملا لها على (لا).

واعترض بأنّ ما ذهب إليه (?) في (غير) مذهب ضعيف جدّا، وأنّه بناه على جواز التقديم في (لا).

وفيه ثلاثة مذاهب: الجواز والمنع والتفضيل (17 أ) بين أن تكون جواب قسم فيمتنع التقدير أوّلا فيجوز، وبأنّ كون اللفظ يقارب اللفظ في المعنى لا يقضى بأن تجري أحكامه عليه، فلا يثبت إذ الجواز في غير السماع، ولم يسمع. وقد ردّ الأصحاب قول من ذهب إليه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015