الكليات (صفحة 70)

الله تَعَالَى محالا كَانَ إِطْلَاق السرمد عَلَيْهِ محالا أَيْضا، فَإِن ورد فِي الْكتاب وَالسّنة أطلقناه وَإِلَّا فَلَا

والأزلي: أَعم من الْقَدِيم، لِأَن اعدام الْحَوَادِث أزلية وَلَيْسَت بقديمة قَالَ ابْن فَارس: وَأرى كلمة - يَعْنِي الأزلي - لَيست بمشهورة وَأجِيب أَنهم قَالُوا للقديم: (لم يزل) ثمَّ نسب إِلَى هَذَا فَلم يسْتَقلّ إِلَّا بالاختصار فَقَالُوا: يزلي، ثمَّ أبدلت الْيَاء ألفا لِأَنَّهَا أخف فَقَالُوا أزلي: كَقَوْلِهِم فِي الرمْح الْمَنْسُوب إِلَى ذِي يزن: أزني

وَقيل الأزلي: هُوَ الَّذِي لم يكن ليسَا، وَالَّذِي لم يكن ليسَا لَا عِلّة لَهُ فِي الْوُجُود

والأزليات: تتَنَاوَل ذَات الْبَارِي وَصِفَاته الْحَقِيقَة الاعتبارية الأزلية، وتتناول أَيْضا المعدومات الأزلية مُمكنَة كَانَت أَو ممتنعة وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أزلي وأبدي وَلَا تَقول: كَانَ الله مَوْجُودا فِي الْأَزَل فَإِنَّهُ يَقْتَضِي كَونه تَعَالَى زمانيا وَهُوَ محَال، وَالْقَوْل بأزليته سُبْحَانَهُ لَا يُوجب الِاعْتِرَاف بِكَوْن الزَّمَان أزليا، وعالم الدُّنْيَا مَعَ مَا فِيهِ لَا هَذَا وَلَا ذَاك وَمَا هُوَ مُمْتَنع الْوُجُود أزلي لَا أبدي، لِأَن مَا ثَبت قدمه امْتنع عَدمه

وَالْإِنْسَان وَالْملك أبدي لَا أزلي، والقدم بِحَق الْبَارِي بِمَعْنى الأزلية الَّتِي هِيَ كَون وجوده غير مستفتح، لَا بِمَعْنى تطاول الزَّمن، فَإِن ذَلِك وصف للمحدثات كالعرجون الْقَدِيم

وَلَيْسَ الْقدَم معنى زَائِدا على الذَّات فيلزمك أَن تَقول: ذَلِك الْمَعْنى أَيْضا قديم بقدم زَائِد عَلَيْهِ، فيتسلسل إِلَى غير نِهَايَة؛ لَا يُقَال إِثْبَات مَوْجُود لَا أول لَهُ إِثْبَات أَوْقَات متعاقبة لَا نِهَايَة لَهَا، إِذْ لَا يعقل اسْتِمْرَار وجود إِلَّا فِي أَوْقَات، وَذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أثبات حوادث لَا أول لَهَا وَهُوَ بَاطِل لأَنا نقُول: الْأَوْقَات يعبر بهَا عَن موجودات تقارن مَوْجُودا، وكل مَوْجُود أضيف إِلَى مُقَارنَة مَوْجُود فَهُوَ وقته، والمستمر فِي الْعَادَات هُوَ التَّعْبِير بالأوقات عَن حركات الْفلك وتعاقب الجديدين؛ فَإِذا تبين ذَلِك فِي معنى الْوَقْت فَلَيْسَ من شَرط وجود الشَّيْء أَن يقارنه مَوْجُود آخر إِذا لم يتَعَلَّق أَحدهمَا بِالثَّانِي فِي قَضِيَّة عقلية

وَلَو افْتقر كل مَوْجُود إِلَى وَقت وَقدر الْأَوْقَات مَوْجُودَة لافتقرت إِلَى أَوْقَات، وَذَلِكَ يجر إِلَى جهالات لَا ينتحلها عَاقل وَالله سُبْحَانَهُ قبل حُدُوث الْحَوَادِث متفرد بِوُجُودِهِ وَصِفَاته لَا يقارنه حَادث

وَلما كَانَ لفظ الأزلي يُفِيد الانتساب إِلَى الْأَزَل، وَكَانَ يُوهم أَن الْأَزَل شَيْء حصل ذَات الله فِيهِ - وَهُوَ بَاطِل - إِذْ لَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لكَانَتْ ذَات الله مفتقرة إِلَى ذَلِك الشَّيْء ومحتاجة إِلَيْهِ وَهُوَ محَال فَقُلْنَا: المُرَاد بِهِ وجود لَا أول لَهُ الْبَتَّةَ، فَلم يزل سُبْحَانَهُ أَي لم يكن زمَان مُحَقّق أَو مُقَدّر، وَلم يمض إِلَّا وَوُجُود الْبَارِي مُقَارن لَهُ، فَهَذَا معنى الأزلية والقدم

وَلَا يزَال: أَي لَا يَأْتِي زمَان فِي الْمُسْتَقْبل إِلَّا ووجوده مُقَارن لَهُ، وَهَذَا معنى الأبدية والدوام

الإزجاء: السُّوق، وَمِنْه: (البضاعة المزجاة) فَإِنَّهَا يزجيها كل أحد

الأزر: الْإِحَاطَة، وَالْقُوَّة، والضعف، ضد

والإزار: الملحفة وَيُؤَنث كالمئزر، والإزر، والإزار، بكسرهما، وائتزر بِهِ وتأزر: وَلَا تقل: اتزر وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث وَلَعَلَّه من تَحْرِيف الروَاة

وآزر: قيل: هُوَ اسْم عَم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015