(كل)، كأنه قيل: ويل للذي جَمَعَ، وأن يكون في موضع نصب على إضمار فعل، وأن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ.
وقرئ: (جَمَّعَ) بالتشديد للتكثير، أي: جمع شيئًا بعد شيء، وهو مُشَاكِلٌ لقوله {وَعَدَّدَهُ}. و (جَمَعَ) بالتخفيف (?)، وهو يصلح للقليل والكثير.
والجمهور على تشديد قوله: {وَعَدَّدَهُ} عطفًا على {جَمَعَ}، أي: جمع مالًا وأحصاه مرة بعد مرةٍ أخرى وحقظ عدده، يقال: عدَّد الشيء، إذا عدّه مرارًا كثيرة، وأعدّه، إذا جعله عدةً، والعُدَّةُ: ما أُعِدَّ لحوادث الدهر من المال والسلاح، يقال: أخذ للأمر عُدّته وعَتاده، بمعنًى.
وقرئ: (وَعَدَدَهُ) بالتخفيف (?) عطفًا على المال، على معنى: جمع المال وضبط عدده وأحصاه، وهذا إبانةٌ عن كثرة المال. وقيل: جمع ماله وقَوْمَهُ الذي ينصرونه، من قولك: فلان ذو عَدَدٍ وعُدَدٍ، إذا كان له عدد وافر من الأنصار.
فإن قلتَ: هل يجوز أن يكون (وعدَده) على قراءة من خفف فعلًا عطفًا على {جَمَعَ} على إظهار التضعيف، كضنِنُوا في قول قعنب بن أم صاحب (?):
636 - مَهْلًا أَعاذِلَ قَلْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقِي ... أَني أَجُودُ لأقْوَامٍ وَإِنْ ضَنِنُوا (?)
قلتُ: لا، لأن ذلك لا يستعمل في حال السعة والاختيار، يقال: