موضوعًا له، والمعنى: إن شكر وإن كفر فقد هديناه السبيل.
قال قتادة: إما شاكرًا للنعمة، وإما كافرًا لها (?).
وقال غيره: إما موحدًا وإما مشركًا (?).
الزمخشري: ويجوز أن يكونا حالين من {السَّبِيلَ}، أي: عَرَّفْناه السبيل إمَّا سبيلًا شاكرًا وإما سبيلًا كفورًا، كقوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (?) ثم قال: وَوَصْفُ السبيلِ بالشكر والكفر مجازٌ، انتهى كلامه (?). وهو من التعسف.
وقيل: حالان من الهاء في {فَجَعَلْنَاهُ}، وجعلناه بمعنى خلقناه، والتقدير: إما نجعله شاكرًا وإما كفورًا (?).
وقيل: من الإنسان، والتقدير: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه، إما شاكرًا وإما كفورًا (?).
وعن بعض أهل الكوفة: أنَّ (إنْ) في (إما) هنا للجزاء، و (ما) صلة، وأباه أصحابُنا، إذ لا تدخل (إنْ) التي للجزاء على الأسماء إلا أن يضمر بعدها فعل، نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} (?) ولو أضمر هنا للزم رفع شاكر وكفور بذلك الفعل، وأيضًا فإنه ليس في الكلام دليل على الفعل المضمر (?).