واحده مِشْج بكسر الميم، ومَشْج بفتحها، ومَشَج بفتح الميم والشين. ومشيج على فعيل، والأمشاج: الأخلاط، من مشجت الشيء، إذا خَلَطْتَه، والتقدير: من نطفة ذات أمشاج. وقيل: نطفةٌ أمشاجٌ، كقولهم: بُرْمَةٌ أعشارٌ، وثوبٌ أسمالٌ (?)، وهي ألفاظ مفردة غير جموع، ولذلك وقعت صفات للأفراد (?)، والوجه هو الأول وعليه الجمهور.

وقوله: {نَبْتَلِيهِ} في موضع الحال، إما من الفاعل وهو الله جل ذكره، أي: خلقناه مبتلين له، بمعنى: مريدين ابتلاءه، وإما من المفعول وهو الإنسان، أي: مُبْتَلَيًا. وهي حال مقدرة في كلا الوجهين، كقوله: {خَالِدِينَ} (?). وقوله: {آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} (?) وقد جوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: ونحن نبتليه، وأن يكون على تقدير اللام، أي: لنبتليه، فلما حذف اللام رفع بتسكين الياء.

وعن الفراء: هو على التقديم والتأخير، والتقدير عنده: فجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه (?)، وهو من التعسف لأجل الفاء، لأنها تدل على الترتيب.

{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}:

قوله عز وجل: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} الجمهور على كسر الهمزة في {إِمَّا} في الحرفين وهو الوجه، و {شَاكِرًا} {كَفُورًا} حالان من الضمير المنصوب في {هَدَيْنَاهُ}، أي: بَيَّنَّا له سبيل الهدى شاكرًا أو كفورًا، أي: في حاليه جميعًا، و {إِمَّا} يفيد معنى الجزاء وإن لم يكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015