257 - ولهما عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعا «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» .

258 - وللبخاري عنه مرفوعا «انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فقال رجل يا رسول الله إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: " تحجزه وتمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه» والله تعالى أعلم.

تمت بحمد الله ومنته وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.

ـــــــــــــــــــــــــ

(257) رواه البخاري الإيمان 1 / 56 رقم 13 ومسلم الإيمان 1 / 67 رقم 45.

قال الحافظ 1 / 57.

لا يؤمن: أي من يدعي الإيمان، والمراد بالنفي، كمال الإيمان، ونفي اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلامهم، كقولهم فلان ليس بإنسان، فإن قيل فيلزم أن يكون من حصلت له هذه الخصلة مؤمنا كاملا وإن لم يأت ببقية الأركان، أجيب بأن هذا ورد مورد المبالغة، أو يستفاد من قوله لأخيه المسلم ملاحظة بقية صفات المسلم، وقد صرح ابن حبان في رواية " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان " ومعنى الحقيقة هنا الكمال. وضرورة أن من لم يتصف بهذه الصفة لا يكون كافرا.

(258) رواه البخاري المظالم 5 / 98 رقم 2443، 2444، الإكراه 12 / 323 رقم 6952. جاء في الفتح 5 / 98.

قال ابن بطال: النصر عند العرب الإعانة، وتفسيره لنصر الظالم بمنعه من الظلم من تسمية الشيء بما يئول إليه، وهو من وجيز البلاغة قال البيهقي: معناه أن الظالم مظلوم في نفسه فيدخل فيه ردع المرء عن ظلمه لنفسه حسا ومعنى فلو رأى إنسانا يريد أن يَجُبَّ نفسه لظنه أن ذلك يزيل مفسدة طلبه الزنا مثلا منعه من ذلك وكان ذلك نصرا له، واتحد في هذه الصورة الظالم والمظلوم.

والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015