القنوت (صفحة 3)

قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3].

ولقد أبى الله سبحانه إلا أن يكون في الناس، وفي معظم الأمور طرفان ووسط، فإما غال، وإما جاف، وقليل أولئك المتوسطون، جعلنا الله وإياكم منهم.

ومسألة القنوت لم تنج من هذا التطرف، فمن الناس من هو معرض عنها، جاف لا يعرفها، ولا يفعلها البتة، لا في نازلة، ولا في غيرها، الأمر الذي حرم الناس من العمل بالسنة، بل دفعهم إلى هجرانها.

ومنهم مغالٍ فيها يفعلها كل يوم، ممّا أوقع الناس في الابتداع، وذلك موجب التقليد، وأخذ بعض النصوص دون بعض، وكذلك مواقف الناس من الأئمة الأربعة وغيرهم -رضوان الله عليهم- فإما غال في بعضهم، يقدم أقوالهم على ما ثبت في الكتاب والسنة، وإما جاف عنهم، غامز بهم، معرض عما عندهم من الحق.

والمهتدي من هداه الله إلى العدل والوسط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015