القنوت (صفحة 22)

ولذلك أمر الله باتباع سبيله، ووصى بذلك، وحذر من مغبة الخروج عنه إلى السبل، فقال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

إن طول العهد، والبعد عن النبع الصافي، كدر الماء، وأسن المجرى، وغير طعمه، فماتت في كثير من البلدان السنة، وأحييت في كثير منها البدعة، واختلطتا في بلدان أخرى، فتشابه على الناس الأمر، وغشي الحق غياية قاتمة من التعصب والتساهل، والغلو والجفاء.

ومن أعظم مفسدات الاتباع: التقليد الأعمى، وتقديم آراء الرجال على السنة، واتباع هوى الناس وعاداتهم المخالفة لشرع الله.

فلا تغلبنّك عوائد الناس عن الاتباع، ولا يدفعنك إرضاء الناس إلى هجر السنة والابتداع، فأحي السنة ما حييت، وأمت البدعة ما استطعت.

فوالله ما أفسد اليهود والنصارى إلا الابتداع، وما أبقى دين الإسلام بعد فضل الله إلا بقية من اتباع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015