قال: أنا. قال: من أنا؟

قال رجل من ولد آدم، فخرج إليه أبو نعيم، وقبله وقال: مرحبًا وأهلاً ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد.

قال أبو نعيم: كَثُر تعجبي من قول عائشة: ذهب الذين يعاش في أكنافهم لكني أقول:

ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفًا في أراذل النسناس

في أناس نعدهم من عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس

كلما جئتُ ابتغي النيل منهم ... بَدَروني قبل السؤال بياس

وبكوا لي حتى تمنيت أني ... منهم قد أفلتُ رأسًا براس

* * *

وقفة للقراءات

يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي الإمام المجود، مقرئ البصرة أحد العشرة (10/ 169).

كان يقرئ الناس علانية بحرفة بالبصرة في أيام ابن عيينة وابن المبارك ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن ويحيى اليزيدي، وسليم، والشافعي، ويزيد بن هارون وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدًا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلاً ولو أنكر أحدُ عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة فما أنكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015