فصل في الأذكار التي يقولها عند خروجه من مكة إلى عرفات

يستحب إذا خرج من مكة متوجها إلى منى أن يقول اللهم إياك أرجو ولك أدعو فبلغني صالح أملي واغفر لي ذنوبي وامنن علي بما مننت به على أهل طاعتك إنك على كل شيء قدير، وإذا سار من منى إلى عرفة استحب أن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حيث قال ويستحب قراءة القرآن فيه وهو ظاهر عبارته هنا

وفي الإيضاح وعليه فقد يفرق بينه وبين الطواف بأنه أشبه الصلاة، والقراءة فيما عدا القيام فيها مكروهة فلذلك لم يطلب في مشابهها بخلاف السعي، وأيضًا فورد هناك أذكار مختصة بحال مخصوصة ومستوعبة لأجزاء الطواف فلم يبق فيه فضيلة للقراءة بخلاف السعي كذا قال ابن حجر في حاشية الإيضاح وتعقب بأن قول المجموع ويستحب قراءة القرآن فيه الخ. لا يدل على أفضليتها على الذكر فيه فقد نقل في الطواف الحكم باستحباب القراءة فيه ثم عقبه بالتفصيل في تفضيل الذكر عليها فهو صريح في أن مجرد استحبابها لا ينافي تفضيل الذكر المأثور ولا يقتضي أفضليتها فتأمله أي بخلاف عبارته هنا وفي الإيضاح فإنها ظاهرة في تفضيلها على الذكر مطلقًا والله أعلم.

فصل

قوله: (مَنًى) هو بالتنوين إن أريد به المكان وعدمه أن أريد به البقعة. قوله: (أَنْ يقول اللهُم الخ) قال الحافظ لم أره مرفوعًا ووجدته في كتاب المناسك للحافظ أبي إسحاق الحربي لكنه لم ينسبه لغيره اهـ. وقال الإيجي واستحسن بعض العلماء أن يقول فذكره وهو حسن ولا نعلم له أصلًا. قوله: (إِياكَ) أي لا غيرك (أرْجو) إذ لا فاعل بالاختيار إلّا أنت والغير لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا خفضًا ولا رفعًا. قوله: (صالحَ أَمَلِي) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي أملي الصالح الحسن من القبول والتفضيل بنيل المأمول. قوله: (وامنُنْ عَلي بمَا منَنْتَ) أي بالأمر العظيم المشار إليه بقوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وفي تعقيبه بقوله: {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الاستدلال على أن تفضل المولى بذلك على من شاء من عباده لا يتوقف على سبب ولا شرط من حسن عمل ونحوه بل هو على كل ما شاءه وأراده قدير. قوله: (وإذَا سارَ منْ مِنى) أي وذلك في تاسع ذي الحجة بعد أن تطلع الشمس على ثبير وهو جبل عظيم عالٍ بلا خلاف واختلف في محله هل هو بمزدلفة على يمين الذاهب من منى إلى عرفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015