وغرضي من تاليف هذا الكتاب هو ان استرعى انتباه المفكرين إلى الحقائق التي صار ممكنا اثباتها، والتي ترى ال تاييد الاعتقاد بذلك التنظيم، وتدل على الغاية منها.

ان وجود الخالق – تدل عليه تنظيمات لا نهاية لها، تكون الحياة بدونها مستحيلة. وان وجود الإنسان على ظهر الارض، والمطاهر الفاخرة لذكائه، إنما هي جزء من برنامج ينفذه بارئ الكون. وانى لاورد قول اوسبورن OSرضي الله عنهORN في هذا المجال: (بين جميع الأشياء التي لا يمكن ادراكها في الكون، يقف الإنسان في الطليعة. وبين الأشياء التي لا يمكن ادراكها في الانسان، تتركز الصعوبة الكبرى فيما له من مخ، وذكاء، وذاكرة وآمال، وقوة كشف وبحث، وقدرة على تذليل العقبات) .

وانى لاعتقد ان من يقرأ هذا الموجز من الحقائق العلمية سوف ينتهي إلى ان الهوة السحقية التي بين الذهن البشري المدهش وبين جميع الكائنات الحية الاخرى، هي اقل تمنعا على الادراك مما فرض اوسبورن OSرضي الله عنهORN حين كتب ما كتبه.

ان الإنسان ليسكب مزيدا لا حد له من التقدم الحسابي في كل وحدة للعلم، غير ان تحطيم (?) ذرة التون – التي كانت تعد اصغر قالب في بناء الكون – إلى مجموعة نجوم مكونة من جرم مذنب والكترونات طائرة، قد فتح مجالاً لتبديل فكرتنا عن الكون والحقيقة، تبديلا جوهريا.

ولم يعد التناسق الميت للذرات الجامدة يربط تصورنا بما هو مادي. وان المعارف الجديدة التي كشف عنها العلم لتدع مجالا لوجود مدبر جبار، وراء ظواهر الطبيعة.

وهذا ضوء باقي على الخفاء الوسيع الذي يحيط الآن بما هو غير معروف لنا ظاهريا، وقد يقودنا هذا الضوء إلى الاعتراف بوجود عقل عام أسمى، أي إلى وجود الخالق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015