.. ويناظر الْفُقَهَاء فِي أَقْوَالهم ... ويجيبهم بالثبت والتبيان

غلب الْمُلُوك بثبته وجنانه ... وشجاعة بعث إِلَى غازان

أفديه من بَطل يلاقي عصبَة ... مِنْهُم بِلَا عون وَلَا أعوان

من ذَا يقوم مقَامه فِي عصرنا ... إِذْ مَا مضى فِي سالف الْأَزْمَان

وَله الزهادة وَالْعِبَادَة مَنْهَج ... وَكَذَا يكون الْعَالم الرباني

سَارَتْ ركائبه إِلَى دَار الجزا ... متمسكا بمواعد الرَّحْمَن

أَو مَا نظرت إِلَيْهِ فَوق سَرِيره ... حفت بِهِ الْأَنْوَار بالإمكان

وَالنَّاس من حول الْجِنَازَة أَحدقُوا ... كل يجود بعبرة الثكلان

وهمو الوف لَيْسَ يُحْصى جمعهم ... إِلَّا إِلَه عَم بالغفران

نزلُوا بِهِ كالبدر فِي إشراقه ... فتباشرت بقدومه القمران

عبد الحليم أَبوهُ سيد عصره ... وَأَخُوهُ عبد الله حبر ثَان

الْمجد حَاز الْمجد فِي عصر مضى ... فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل والبرهان

ولمثل هَذَا سارعوا أهل التقى ... فازوا بأرفع رُتْبَة وأمان

فِي جنَّة أنوارها قد أشرقت ... وقطوفها للطائفين دوان

أكوابها مَوْضُوعَة وقبابها ... من لُؤْلُؤ مَرْفُوعَة الْبُنيان

والنور يغشى أَهلهَا وهمو على ... تِلْكَ الأسرة فِي رضى وأمان

ولباسهم من سندس وخيامهم ... قد ألبسوا من أحسن التيجان

ولأهلها مَا يشتهون وشغلهم ... بِاللَّه لَا بالحور والغلمان ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015