فَالنَّاس يحسون بِمَا يجْرِي فِي عَالم الشَّهَادَة وَهَؤُلَاء بصائرهم شاخصة إِلَى الْغَيْب ينتظرون مَا تجْرِي بِهِ الأقدار يَشْعُرُونَ بهَا أَحْيَانًا عِنْد تنزلها

فَلَا تهونوا أَمر مثل هَؤُلَاءِ فِي انبساطهم مَعَ الْخلق واشتغال أوقاتهم بهم فَإِنَّهُم كَمَا حكى عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله أَنه قيل لَهُ كم تنادى على الله تَعَالَى بَين الْخلق فَقَالَ أَنا أنادي على الْخلق بَين يَدي الله

فَالله الله فِي حفظ الْأَدَب مَعَه والانفعال لأوامره وَحفظ حرماته فِي الْغَيْب وَالشَّهَادَة وَحب من أحبه ومجانبة من أبغضه وتنقصه ورد غيبته والانتصار لَهُ فِي الْحق

وَاعْلَمُوا رحمكم الله أَن هُنَا من سَافر إِلَى الأقاليم وَعرف النَّاس وأذواقهم وأشرف على غَالب أَحْوَالهم فوَاللَّه ثمَّ وَالله ثمَّ وَالله لم ير أَدِيم تَحت السَّمَاء مثل شيخكم علما وَعَملا وَحَالا وخلفا واتباعا وكرما وحلما فِي حق نَفسه وقياما فِي حق الله عِنْد انتهاك حرماته أصدق النَّاس عقدا وأصحهم علما وعزما وأنفذهم وَأَعْلَاهُمْ فِي انتصار الْحق وقيامه همة وأسخاهم كفا وأكملهم اتبَاعا لنَبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015