879 - زفر بن الهذيل بن قيس العنبري البصري

وعنه ابن عُيينة، وحسين الجعفي، وابن مهدي، ومعاوية بن عمرو، وأبو نعيم، وطلق بن غنام، وأبو حُذيفة النهدي، وأحمد بن يونس، وخلق كثير.

وكان من نظراء شُعبة في الإتقان.

وكان لا يحدث صاحب بدعة.

وكان من أصدق الناس وأبرهم.

وكان وكيع لا يقدم عليه أحداً في الحديث.

ووثقه أبو حاتم الرازي، وقال: صاحب سُنة.

توفي في أول سنة إحدى وستين ومائة، وقد شاخ، وقيل: مات مُرابطاً بأرض الروم، رحمه الله تعالى. انتهى.

879 - زُفر بن الهذيل بن قيس العنبري

البصري

أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان الأئمة الأعلام، سارت الركبان بذكره، وتعطرت الأكوان بنشره، وشهد له بأوحدية زمانه، سائر نظرائه وأقرانه.

تكرر ذكره في " الهداية "، و " الخلاصة "، وغيرهما من كتب المذهب.

وكان الإمام الأعظم يُفضله ويبجله، ويقول: هو أقيس أصحابي.

وروى أن زُفر لما تزوج حضره أبو حنيفة، فقال له زفر: تكلم.

فقال أبو حنيفة في خطبة النكاح: هذا زفر بن الهذيل، إمامٌ من أئمة المسلمين، وعلمٌ من أعلامهم، في شرفه وحسبه وعلمه.

وقال ابن معين في حقه: ثقةٌ، مأمون.

وقال ابن حبان: كان فقيهاً حافظاً، قليل الخطأ، كان أبوه من أهل أصبهان.

وقال أبو نعيم: كان ثقة مأموناً، دخل البصرة في ميراث أخيه، فتشبث به أهل البصرة، فمنعوه الخروج منها.

وروى أنه قيل لوكيع: تختلف إلى زفر! فقال: غررتمونا بأبي حنيفة حتى مات، تُريدون أن تغرونا عن زفر حتى نحتاج إلى أسيد وأصحابه.

وقال مقاتل: سمعتُ أبا نعيم الفضل بن دُكين، يقول: قال لي زفر: اخرج إلى حديثك حتى أغربله لك.

وتولى زفر قضاء البصرة.

وكانت ولادته سنة عشر ومائة.

وكانت وفاته بالبصرة، سنة ثمان وخمسين ومائة، وله ثمان وأربعون سنة.

وعن أبي عمر: كان زفر ذا عقل ودين، وفهم وورع، وكان ثقة في الحديث.

وعن الفضل بن دكين، قال: دخلتُ على زفر وقد احتضر، وهو يقول: في حال لها مهر، وف حال لها ثلثا مهر.

وروى أن زفر كان يجلس إلى أسطوانة، وأبو يوسف بحذاه، وكان زفر يلبس قلنسوة، فكانا يتناظران في الفقه، وكان زفر جيد اللسان، وكان أبو يوسف مضطرباً في مناظرته، وكان زفر ربما يقول لأبي يوسف: أين تفر؟ هذه أبواب كثيرة مفتحة، خُذ في أيها شئت.

وعن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، أنه كان يقول: ما خالفت أبا حنيفة في قولٍ إلا وقد كان أبو حنيفة يقول به.

قال ابن كثير: وكان زفر عابداً، اشتغل أولاً بعلم الحديث، ثم غلب عليه الفقه والقياسُ.

وعن مليح: كان زفر يُكنى بأبي خالد، وأبي الهذيل، وكان من أصبهان، ومات أخوه فتزوج بعده امرأته.

وعن محمد بن وهب كان زفر من أصحاب الحديث، ثم نظر في الرأي، فغلب عليه، ونُسب إليه.

وعن ابن المبارك، أنه كان يقول: نحن لا نأخذ بالرأي ما كان الأثر، فإذا جاء الأثر تركنا الرأي.

وعن أبي مطيع، أنه كان يقول: زفر حجة للناس فيما بينهم وبين الله تعالى، فيما يعملون بقوله، وأما أبو يوسف فقد غرته الدنيا بعض الغرور.

وعن يحيى بن أكثم، عن أبيه أكثم، أنه كان يقول: كان وكيع " في آخر عمره يختلف " إلى زفر بالغدوات، وإلى أبي يوسف بالعشيات، ثم جعل كل اختلافه إلى زفر، لأنه كان أفرغ، وكان زفر يرفق به، ويصبر له، وكان وكيع يقول لزفر: الحمد لله الذي جعلك خلفاً لنا من أبي حنيفة، رحمه الله تعالى.

وعن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: لما مات أبو حنيفة، وفاتني ما فاتني منه، لزمت أفقه أصحابه وأورعهم، فأخذت منه الحظ الأوفر. يعني زفر بن الهذيل.

وعن يحيى بن أكثم: سمعت أبي يقول: أكثر ما جالست بعد أبي حنيفة زفر بن الهذيل، لأنه كان قد جمع إلى فقهه الورع والزهد في الدنيا.

وعنه: سمعت أبي يقول: زفر كان أفقه أصحاب أبي حنيفة، وأجمعهم لخصال الخير.

وعن الحسن بن زياد: كان زفر وداود الطائي متواخيين، فأما داود فقد ترك الفقه وأقبل على العبادة، وأما زفر فإنه جمع بين الفقه والعبادة.

وعن مليح بن وكيع، عن أبيه، قال: كان زفر شديد الورع، شديد الاجتهاد والعبادة، حسن الرأي، قليل الكتاب، يحفظ ما يسمعه، ولما مات أبو حنيفة أقبل الناس على زفر، فما كان يأتي أبا يوسف إلا نفرٌ يسير.

وعن محمد بن وهب: كان زفر أحد العشرة الأكابر، الذين دونوا كتب أبي حنيفة، وكان زفر رأس حلقته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015