ثم سمع النداء في المرة الأخيرة، يا ابن عبد السلام: أتريد العلم أم العمل؟ فقال الشيخ عز الدين: العلم لأنه يهدي إلى العمل فأصبح، وأخذ التنبيه فحفظه في مدة يسيرة، وأقبل على العلم فكان أعلم أهل زمانه ومن أعبد خلق الله (?). في هذه الرواية دلالة واضحة على تدين العز، وقوة إيمانه، ونشأته الصالحة التقية، حيث لا يحتمل مثل هذه المشاق إلا من عرف ربه، وسلك منهج الحق، وتعلق قلبه بالمساجد لا يخرج منها إلا ليعود إليها، فكان مثال الشاب الذي نشأ في طاعة الله، عازفاً عن طيش الشباب، وهوى النفس، فالشاب الذي يتحرج من الاستسلام إلى دفء المفراش جُنُباً في ليلة شديدة البرد، لا شك يعرف قيمة عمله، ويتحلى بوعي ديني كبير، وحس إيماني عميق يجعله يبادر إلى التطهر عقب اكتشاف الأثر دون تباطؤ أو كسل (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015