ثالثا: مثابرته في طلب العلم

ثالثاً: مثابرته في طلب العلم: انقطع سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام للعلم والتعلم بعدما ناهز الاحتلام كما تدل على ذلك حادثة مبيته في الكلاسة من جامع دمشق وشمّر عن ساعد الجد وشحذ الهمة، فحفظ المتون، ودرس الكتب، وتردد على كبار الشيوخ في عصره ليعوض مافاته في صغره، كما أن كبر سنه وذكاءه أعاناه على التفوق في تحصيل العلم وإدراك مسائله الغامضة، وتحليل رموزه والذي ساعده أيضاً على الاستزادة من العلم والمعرفة الجو العلمي الذي كانت تعيشه بلاد المشرق بصفة عامة ومدينة دمشق بصفة خاصة، حيث كانت موطناً لعدد كبير من فحول العلماء ومشاهيرهم فنهل منهم، العلم والمعرفة، وتحلى بمكارم أخلاقهم، واقتدى بحسن سلوكهم حتى أصبح كما قال السبكي رحمه الله: أعلم أهل زمانه ومن أعبد خلق الله تعالى (?)، قال الداوودي ت 945هـ: كان العز بن عبد السلام يقول: ما احتجت في علم من العلوم إلى أن أكمله على الشيخ الذي أقرأ عليه، وما توسطته على شيخ من المشايخ الذين كنت أقرأ عليهم إلا وقال لي الشيخ: قد استغنيت عني، فاشتغل مع نفسك، ولم أقنع بذلك، بل لا أبرح حتى أكمل الكتاب الذي أقرؤه في ذلك العلم (?)، وكان يقول: مضت لي ثلاثون سنة لا أنام حتى أمر أبواب الأحكام على خاطري (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015