أما مواجهتنا لهم في هذه الشبهة فتقوم على المحاور الآتية:

الأول: ونبدأ بتمهيد يتولد عنه سؤال:

التمهيد: إن الطريق الوحيد لمعرفتنا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو التدوين والرواية. فمت دٌوٌن فيها هو المعروف عندنا ولا طريق لنا لمعرفة ما لم يُدوَّن إن كان لد يُدَوَّن منها شيء.

هذه حقيقة لا ينكرها أحد، ولا منكرو السنة ينكرونها بداهة.

السؤال: فمن أين إذن عرف منكرو السنة أن سبب استبعاد خطب النبي الـ (500) هو أن تلك الخطب كانت تتناقض مع نظم الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين.

إنهم يدعون أن تلك الخطب لم تُدوَّن، يعني حجبت بألفاظها ومعانيها عن رؤية النور.

سلمنا لكم جدلاً - بهذا الإدعاء - ولكن الذي نريده منكم أن توضحوا لنا من أين، وعلى أي أساس حكمتم على الخطب التي لم تدون بأنها كانت تناهض نظم الحكم؟

هل اطلعتم عليها؟ إن كنتم اطلعتم عليها الآن (القرن الخامس عشر الهجري) فهذ إذن مدَوَّنة فتسقط دعواكم (الساقطة) بطبيعتها.

وإذا لم تكونوا قد اطعلتم عليها جاريناكم جدلاً أنها لم تدون وسألناكم هل أنتهم تعلمون الغيب، لذلك وصفتم بألسنتكم ما لم تره أعينكم، ولم تسمعه آذانكم.

إنكم محاطون بالخيبة والخزي كيفما كان جوابكم على ما طرحناه عليكم من أسئلة.

إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، هذه قاعدة من قواعد العقل المسلَّمة عند كل العقلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015