ومنهم الإمامان البخاري ومسلم ويقول: لأن تلك الخطب المستبعدة كانت ضد نظم الحكم في الدولة العباسية. فما كان من الإمراء إلا أن اغروا رواة الحديث على استبعاد تلك الخطب الخمسمائة عن التدوين؟! (ينظر روز اليوسف 10/4/1999م) .

طبعاً، منكرو السنة سعداء جداً بهذا الإختراع، الذي لم يسبقهم إليه أحد على مدى التاريخ الإسلامي كله.

وسعداء أكثر لأنهم فهموا أنهم اوقعوا نصراء في حرج شديد زسدوا عليهم منافذ الدفاع، وحبسوا في خندق حاجب للرؤية عازل للصوت. خانق للأنفاس.

ولم يدركوا أنهم هم الذين هووا إلى الحضيض، ولفوا حول أعناقهم حبل الخزى، ووضعوا فوق رءوسهم تاج الجهل. وهم لا يشعرون أو لا يعقلون.

تفنيد هذه الشبهة ونقضها:

أنصار الباطل حين ينتشون باستنشاق رائحة الباطل الخبيثة تأخذهم حالة من الغيبوبة، فلا يدرون ماذا يقولون، وإذا قالوا وقعوا في (الهجر) وأضحكوا عليهم ومنهم طوب الأرض.

وهذه الشبهة واحدة من أفضح فضائحهم على الإطلاق، وإن ظنوا أنهم فيها عباقرة ومغاوير.

ولعل القارئ يتساءل: من أين لهم هذه الإحصائية (500 خطبة) هو لم يقولوا من أين لهم ذلك، لكن المتبادر إلى الذهن أهم قدَّروا خطب الجمعة التي كان يلقيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة المنورة بعد الهجرة (عشر سنوات) بواقع السنة في تقديرهم خمسون حطبة ونحن لا يدخل في حسابنا عدد الخطب وكيفية إحصائها، ولكن الذي نركز عليه بيان الجهل المركب عندهم فرداً وجماعة، لأن الجهل ملازم لهم في إنكارهم للسنة، ملازمة الظل لمصدره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015