فأغمضه (?) ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" فضج ناس من أهله فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون" ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه".

وأما أبو داود (?): فأخرجه عن عبد الملك بن حبيب، عن أبي إسحاق الفزاري، عن خالد الحذاء بإسناد مسلم ولفظه.

قال الشافعي -رضي الله عنه- إذا مات الميت غُمض ويطبق فوه، وإن خيف استرخاء لحييه شد بعصابة، ورأيت من يثني مفاصله ويلينها (?) لتلين فلا تجسوا، ورأيت الناس يضعون الحديد السيف أو غيره من الحديد؛ والشيء من الطين المبلول على بطن الميت، كأنهم يدارون أن تربو بطنه وكلما صنعوا من ذلك مما أرجو وعرفوا أن فيه دفع مكروه، رجوت أن لا يكون به بأس -إن شاء الله- قال: ويفضي به إلى لوح أو سرير ويسجى ثوبًا يغطى به جميع جسده.

قال الشافعي: وما يفعله الأعاجم من صب الراوق (?) في أذنه وأنفه، ووضع المرتك (?) على مفاصله والتابوت وغيره، لست أحب هذا ولا شيئًا منه، ولكن يصنع به ما يصنع بأهل الإسلام: الغسل، والكفن، والحنوط، والدفن فإنه صار إلى الله -تعالى-، والكرامة له برحمة الله وعمله الصالح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015