فرأوه يبكى، ثم أحنى عليه الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه قد مات، فبكى القوم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

مه .. إنما هذا من الشيطان، فاستغفروا الله (?)، ثم قال: اذهب عنها أبا السائب فلقد خرجت ولم تلتبس منها بشىء) (?)، كانت عائشة هناك .. حزينة مثل بقية الحاضرين .. شاهدت دموعه - صلى الله عليه وسلم - وهي تسيل على خدي عثمان بن مظعون رضي الله عنه .. فقالت:

(رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبّل عثمان بن مظعون وهو ميت "وهو يبكي، وعيناه تهرقان" فرأيت دموعه تسيل على خدّيه) (?)، أي على خدي عثمان .. حزنًا على ذلك الصاحب الزاهد .. القائم الصائم .. الذي سافر عن الدنيا نقيًا دون أن تلوثه .. شهد بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- .. شهد -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بالنقاء والصفاء من الدنيا .. فهل يعني أن كل من كان مثله نقول عنه إنه من أهل الجنّة .. النبي -صلى الله عليه وسلم- يبكي .. يشهد لعثمان بالزهد .. زوجته تشهد له بالصيام والقيام ألا يكفي ذلك للجزم بدخوله الجنة؟ .. لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015