يهدد قادة مكة في عقر دارهم .. ويهددهم بقطع تجارتهم إن لم يتعقلوا ويدعوه وشأنه .. أما في بلده .. في المدينة فكان يهدد دفعًا عن عرض النبى - صلى الله عليه وسلم - زعيم المنافقين بالموت .. كان مستعدًا للإجهاز على رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول .. رضي من رضي وسخط من سخط .. هذا هو سعد في مواجهته لجبهتي الشرك والنفاق .. أما في مواجهته لليهود فقد قال فى قريظة كلمته .. كان رضي الله عنه يفعل ذلك لله وحده ودفاعًا عن دينه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ودعوته التى يحاول المشركون والمنافقون واليهود القضاء عليها .. فرحم الله سعدًا ما أعظمه .. ورضي عنه وأرضاه وحشرنا معه ومع نبيه - صلى الله عليه وسلم - .. سافر سعد إلى الجنة .. لكنه ترك لليهود وغيرهم درسًا.

ولحق بسعد بن معاذ فارس آخر .. وعظيم آخر .. لحق به المجاهد العابد .. الذي كاد ينسى زوجته وماله والدنيا بأسرها ليتفرغ للعبادة .. العبادة فقط .. مات الذي أعاده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سنته وزوجته .. والذي كان في حياته دروس .. وفي مماته دروس.

مات عثمان بن مظعون

فبكته حبيبته .. وبكته نساء .. وبكاه الرجال .. وسال دمع النبي - صلى الله عليه وسلم - على خدي عثمان وهو يقبّله بحزن يملأ صدره .. مات ذلك العابد الذي باع الدنيا كل الدنيا واشترى الآخرة .. فكان مشهد جنازته والأحباب من حولها مشهدًا يذيب الصخر والقلوب .. ويذيب النواح .. ها هو -صلى الله عليه وسلم- وقد (دخل على عثمان بن مظعون يوم مات فأحنى عليه (?) كأنه يوصيه، ثم رفع رأسه، فرأوا في عينيه أثر البكاء، ثم أحنى عليه ثانية، ثم رفع رأسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015