تقول عائشة رضي الله عنها: (أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حبان بن العرقة- وهو حبان بن قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي، رماه في الأكحل (?)، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب) (?).

وتقول رضي الله عنها: (خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض ورائي -يعني حس الأرض- فالتفتّ فإذا سعد بن معاذ ومع ابن أخيه الحارث بن أوس، يحمل مجنة، فجلست إلى الأرض، فمر سعد وعليه درع من حديد، قد خرجت منها أطرافه، فأنا أتخوّف على أطراف سعد- وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم وهو يرتجز ويقول:

ليت قليلًا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان

"قالت: فقمت، فاقتحمت حديقة، فإذا فيها نفر من المسلمين، وإذا فيهم عمر بن الخطاب، وفيهم رجل عليه سبغة له، يعني مغفرًا، فقال عمر: ما جاء بك .. لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء، أو يكون تحوز ..

قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقتّ لي ساعتئذٍ فدخلت فيها، فرفع الرجل السبغة عن وجهه، فإذا طلحة بن عبيد الله، فقال: يا عمر .. ويحك، إنك قد أكثرت منذ اليوم، وأين التحوّز أو الفرار إلَّا إلى الله عَزَّ وجَلَّ".

قالت: ويرمي سعدًا رجلٌ من المشركين من قريش يقال له: ابن العرقة بسهم له، فقال: خذها وأنا ابن العرقة، فأصاب أكحله، فقطعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015