فقال حسان بن ثابت:

يا حارِ من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر

وأمانة النهدي حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

فقال الحارث: كفّ عنا يا محمد لسان حسان، فلو مزج به ماء البحر لمزجه) (?)، ولم يكن لسان حسان أشدّ من لساني السعدين .. لم يعرض - صلى الله عليه وسلم - ذلك الأمر على أبي بكر ولا على عمر .. بل على أهل دار الهجرة والكرم وأصحاب الشأن الأوّل ..

فذهب ذلك الوثني إلى قومه ذليلًا .. حيث كان الأنصار له كالموت .. بالسيوف والشعر .. عندها أدرك - صلى الله عليه وسلم - خطورة الموقف والأحزاب .. تأمّل - صلى الله عليه وسلم - وضع المدينة فوجد المعركة هذه المرة مختلفة .. فقريش اليوم ليست وحدها .. معها غطفان .. ومعها بقايا بني النضير الذين استطاعوا زحزحة يهود بني قريظة عن عهدهم وميثاقهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وقد يلحق بقريش بنو سليم وغيرهم من حلفائهم .. والوقت قصير لا يحتمل التأخير .. والجيش المسلم لا يستطيع التصدّي لهذه الجموع خارج المدينة .. فالأفضل البقاء في المدينة .. حيث يشارك الجميع في تلك المعركة دون استثناء وحتى لا يتكرر ما حدث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015