مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم) (?)، ولم يقف الأمر عند التحريم فقط .. فبعد فترة من الزمن نزل الوحي يشدّد تحريم النياحة على الميت .. يجعلها من كبائر الذنوب .. وهو بذلك يتغلغل داخل أعماق المؤمنين والمؤمنات .. يتتبّع آثار الجاهلية، يمحوها ويغرس مزيدًا من الإيمان مكانها ..

يقول - صلى الله عليه وسلم -: (النياحة على الميت من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت، فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يغلى عليها بدروع من لهب النار) (?)، وسرابيل القطران تعني ثيابًا من نحاس مذاب أعاذنا الله من ذلك .. النياحة من أمر الجاهلية .. وهي ليست -أبدًا- مقياسًا لمدى الشعور بالحزن وفقدان الحبيب .. إنها نوع من التطرّف والغلوّ في إظهار المشاعر ..

ولذلك نزل الوحي مرّة أخرى مذكرًا .. وواصفًا تلك الممارسات بشيء خطير جدًا .. فقد قال - صلى الله عليه وسلم -:

(اثنتان من الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت) (?) توقف النواح .. ولم تتوقف الدموع وكذلك الحياة لم تتوقف .. ففي المدينة كانت الرسالة هي الحياة .. على الأحياء أن يؤدّوها كما أدّاها أولئك الشهداء ..

وتمرّ الأيام ويتبقى لأُحدٍ وشهدائها ذكريات وعطر يفوح في أجواء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015