(يقول عبد المطلب: قلت: وما بره؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه .. فجاءني فقال:

احفر زمزم.

قلت: وما زمزم؟

قال: لا تترف أبدًا ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، عند قرية النمل ..

فلما بيّن لعبد المطلب شأنها، ودل على موضعها وعرف أنه قد صدق، غدا بمِعْوَلِه ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب، وليس له يومئذ وليد غيره .. فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الطي (?) كبَّر (?). فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته .. فقاموا إليه.

فقالوا: يا عبد المطلب، إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقًا .. فأشركنا معك فيها.

فقال عبد المطلب: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأُعطيتُه من بينكم.

فقالوا: أنْصفنا فإنّا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها.

قال عبد المطلب: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه.

قالوا: كاهنة بني سعد هذبم.

قال عبد المطلب: نعم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015