يرثها عن والديه وراثة .. فمن الصعوبة التخلص من الموروث حتى ولو كان غير مقنع .. ولعل في هذا الوفد القادم من نجران:

وفد نصارى نجران

دليل على صعوبة التخلص من الموروث .. حيث جاءوا من بلادهم بعد أن وصلتهم بعوث الإِسلام وأخبار انتصاراته .. وكانوا في بلادهم يحاولون إحراج هؤلاء المسلمين بالتنقيب عن أي خطأ في تعاليم هذا الدين الجديد .. وقد حدث هذا مع الصحابي الداهية المغيرة بن شعبة الذي كل دهاؤه عن إجابة تساؤلهم فقال رضي الله عنه:

"لما قدمت نجران سألوني فقالوا إنكم تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته عن ذلك فقال إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" (?)

ولعل تلك التساؤلات خلقت لدى هؤلاء شعورًا بالجرأة والتفوق فبحثوا عن مزيد من الإحراج .. فأحبوا أن يفجروه على أرض المدينة معقل الإِسلام وعاصمته .. وقد تصدى لهذا رجلان من رجال الدين .. حيث إن الدين النصراني يقسم الناس إلى طبقتين لا وجود لهما في الدين الإِسلامي إطلاقًا .. هاتان الطبقتان هما: طبقة رجال الدين وطبقة أخرى لبقية الرجال .. أما النساء فلا دور لهن على الإطلاق ولا طبقات سوى الخطيئة ..

وكان اسم رجلي الدين هذين: العاقب والسيد وقد بلغت بهما الجرأة أن يطالبا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالملاعنة على الحقيقة .. والملاعنة هي المباهلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015