وطعام مهيأ وامرأة حسناء في ماله مقيم .. ما هذا بالنصف .. والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهيئا لي زادًا .. ففعلتا ثم قدم ناضحة فارتحل ثم خرج في طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أدركه حين نزل تبوك .. وقد كان أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحي يطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك قال لعمير:

إن لي ذنبًا فلا عليك أن تخلف عني حتى أقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسار" (?) أبو خيثمة نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يعاني وأصحابه من لهيب القيظ وشدة العطش إلى درجة لا يستطيع التعبير عنها إلا الذي عاناها وكابدها .. ومن بين هؤلاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول: "خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلًا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع .. حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع .. حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده .. فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله .. إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا فادع لنا .. فقال: أتحب ذلك؟ قال: نعم .. فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلمت .. ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر .. فلم نجدها جازت العسكر" (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015