والأنوار والسجاير والقراء وَغير ذَلِك بِدعَة وإسراف. وأفظع من ذَلِك مَا أحدثوه الْآن من تِلَاوَة الْقُرْآن فِي مكبر الصَّوْت (الميكريفون) فِي مآتهم فزادوا فِي النَّفَقَات فِي الْإِسْرَاف، وأحدثوا سنة سَيِّئَة عَلَيْهِم وزرها وضررها ونارها، وَقد قَالَ تَعَالَى {وَأَن المسرفين هم أَصْحَاب النَّار} وَقَالَ تَعَالَى لنَبيه: {وَلَا تبذر تبذيرا إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين وَكَانَ الشَّيْطَان لرَبه كفورا} وَفِي حَدِيث أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم: " إِن الله كره لكم ثَلَاثَة: قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال " والسبحة للْمَيت بِدعَة مذمومة حدثت فِي سنة 1229. والعتاقة أَيْضا للْمَيت بِدعَة، وَقد تقدم أَن حَدِيث " من قَرَأَ قل هُوَ الله أحد ألف مرّة فقد اشْترى نَفسه من النَّار " مَوْضُوع وَمن أَرَادَ الْعتْق من النَّار فَلْيقل: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير " عشر مَرَّات يكن كمن أعتق أَرْبَعَة أنفس من ولد إِسْمَاعِيل رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقد كَانَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يعلمهُمْ إِذا خَرجُوا إِلَى الْمَقَابِر أَن يَقُولُوا: " السَّلَام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون نسْأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة " رَوَاهُ البُخَارِيّ و " لعن الله الْيَهُود وَالنَّصَارَى اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد " و " لعن الله زائرات الْقُبُور والمتخذين عَلَيْهَا الْمَسَاجِد والسرج " رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم كَمَا فِي الْجَامِع وَصَححهُ.

فصل

إِن من أَشد الْعَيْب اللَّاحِق بالألوف من الْمُسلمين؛ أَنهم لَا يحسنون بل لَا يعْرفُونَ كَيْفيَّة صَلَاة الْجِنَازَة على سهولتها، وَلذَا تراهم يضعون الْمَيِّت عَن أَعْنَاقهم ثمَّ يدورون فِي الْبَلَد يبحثون عَن (الفقي) ليُصَلِّي لَهُم على ميتهم. وتقاعد وتكاسل الكثيرين من أهل الْعلم عَن صلَاتهَا فَوت لفضل عَظِيم وَربح كَبِير،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015