الكلام على الفناء، وأنه يطلق على ثلاثة أمور

ذَكَره في كتاب أثولوجيا ونحوه وأما كلامهم الكثير في العلم الطبيعي وهو الكلام في أحوال الأجسام الفلكية والعنصرية والمولدات من النبات والمعادن والحيوان فلهم في ذلك كلام كثير.

وأما العلم الإلهي فكلامهم فيه مع أنه قليل ففيه خطأ كثير وفيه من الجهل البسيط والمركَّب أعظم مما في كلام المبتدعة المنتسبة إلى الملة كالجهمية ونحوهم.

وقد تكلم ابن سينا وأتباعه على مقامات العارفين وأرادوا أن يجمعوا بين طريقة أهل البحث والنظر وأهل العبادة والتألُّه على أصولهم تكلم ابن سينا في مقامات العارفين وكذلك ابن الطفيل صاحب رسالة حي ابن يقظان وأبو عبد الله الرازي يقول ليس في كتابه أفضل من كلامه في مقامات العارفين وما ذكه في ذلك فكلامه هو من أدنى كلام أهل المعرفة والتصوف وقد جعل غايتهم فناء العارف حتى يغيب عن نفسه وغيره.

وهذا قول طائفة من الصوفية جعلوا الفناء هو منتهى سلوك العارفين وطائفة أخرى يجعلونه من اللوازم في طريق العارفين وكلُّ ذلك خطأ بل هذا الفناء أمر يعرض لبعض السالكين ليس من لوازم الطريق فضلاً عن أن يكون هو منتهى سلوك السالكين ولهذا لم يقع هذا الفناء للصحابة الذين هم أفضل الخلق بعد الأنبياء فضلاً أن يقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن مضمونه نقص المعرفة وعدم العلم وليس هذا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015