كلام الفلاسفة في أنواع العلوم وتقويمه

للحس والعقل والشرع وهو من جنس أقوال الفلاسفة إن كمال النفس في مجرد أن تعلم بل من المعلوم بالضرورة بعد التجربة والامتحان أن الإنسان قد يعرف أن هذا رسول الله وما في قلبه من محبة الرياسة والحسد له ونحو ذلك يوجب أن يبغضه ويعاديه أعظم من معاداة من جهل أنه رسول الله وقد قال تعالى في حق آل فرعون وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل 14] وقال تعالى فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام 33] وقال تعالى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة 146] .

وإبليس لم يكن كفره بتكذيب فإنه لم يبعث إليه الرسول بل أمره الله بالسجود فاستكبر عن ذلك فكان كُفْرهِ مِن ترك الخضوع والعبادة لله لا من باب التكذيب لخبره وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع ومعرفتها من أهم الأمور فإنَّ بها يعرف الإيمان وسعادة الإنسان وما بعث الله به الرسل.

والمقصود هنا أن هؤلاء كصاحب الإشارات ابن سينا وأتباعه مثل صاحب رسالة حي بن يقظان وغيره لمَّا اعتقدوا أن غاية الإنسان هو العلم وهؤلاء علموا من العلم الإلهي الذي جاء به الرسول ما تميزوا به على سلفهم اليونان فإن الذي عند أولئك من العلم الإلهي نَزْرٌ قليل مُخبط فهو لحم جَملٍ غَثٍّ على رأس جَبَلٍ وَعْر لا سَهْلٌ فيُرتقى ولا سمين فيُنتقى.

وكلام أرسطو صاحب التعاليم في علم ما بعد الطبيعة كلام قليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015