قال أبو سعيد: ولولا مخافةُ هذه الأحاديث وما يُشْبِهُهَا؛ لحَكَيتُ مِنْ قُبْحِ كلامِ هؤلاء المُعَطِّلة، وما يرجعون إليه من الكفر، حكايات كثيرة؛ يتبين بها عَوْرَةُ كلامِهِم، وتكشف عن كثير من سوءاتهم، ولكِنَّا نتخوف من هذه الأحاديث، ونخاف أن لا تحتمله قلوبُ ضعفاءِ النَّاسِ؛ فَنُوقِعُ فيها بَعضَ الشَّك والرِّيبة.

لأن ابنَ المباركِ قال: لأن أحكي كلامَ اليهودِ والنَّصَارى أحب إليَّ من أن أحكي كلام الجهمية.

وصدق ابن المبارك، إن من كلامهم في تعطيل صفات الله تعالى ما هو أوحش من كلام اليهود والنصارى، غير أَنَّا نختصر من ذلك [ما] (?) نستدل به على الكثير، إن شاء الله تعالى.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015