الرد الوافر (صفحة 82)

طوده المرجحن جنادلها وأخمدت أنفاسهم رِيحه واكمدت شرارتهم مصابيحه ... تقدم رَاكِبًا فيهم إِمَامًا ... ولولاه لما ركبُوا وَرَاءه ...

وَقَالَ أَيْضا ترد اليه الفتاوي فَلَا يردهَا وتفد عَلَيْهِ من كل وَجه فيجيب عَنْهَا بأجوبة كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدا لَهَا يعدها ... أبدا على طرف اللِّسَان جَوَابه ... فَكَأَنَّمَا هِيَ دفْعَة من صيب

يَغْدُو مساجله بغرة طامع ... وَيروح معترفا بذلة مذنب ...

وَقَالَ أَيْضا

وَكَانَ ابْن تَيْمِية فِي مدد مَا يُؤْخَذ عَلَيْهِ فِي مقاله وينبذ فِي حُفْرَة اعتقاله لَا تبرد لَهُ غلَّة بِالْجمعِ بَينه وَبَين خصمائه فِي المناظرة والبحث حَيْثُ الْعُيُون ناظرة بل يبدر حَاكم فَيحكم باعتقاله اَوْ يمنعهُ من الْفَتْوَى أَو شَيْء من انواع هَذِه الْبلوى لَا بعد اقامة بَيِّنَة وَلَا تقدم دَعْوَى وَلَا ظُهُور حجَّة بِالدَّلِيلِ وَلَا وضوح محجة للتأميل وَكَانَ يجد لهَذَا مَا لَا يزاح بِهِ ضَرَر شكوى وَلَا يطفي بِهِ ضرم عدوى وكل امْرِئ حَاز المكارم مَحْسُود ... كضرائر الْحَسْنَاء قُلْنَ لوجهها ... حسدا وبغضا إِنَّه لدميم ...

كل هَذَا لتبريزه فِي الْفضل حَيْثُ قصرت النظراء وتجليه كالمصباح أَو نور الصَّباح حَيْثُ إِذا أظلمت الآراء وقيامه فِي الله وَفِي نصر دينه واقبال الْخلق عَلَيْهِ وعَلى أفانينه وَقَالَ أَيْضا هَذَا مَعَ مَا لَهُ من جِهَاد فِي الله لم تفزعه فِيهِ ظلل الوشيج وَلم تجزعه فِيهِ ارْتِفَاع النشيج مَوَاقِف حروب بَاشَرَهَا وطرائف ضروب عَاشرهَا وبوارق صفاح كاشرها ومضايق رماح حاشرها وأصناف خصوم لد اقتحم مَعهَا الغمرات وواكلها مُخْتَلف الثمرات فَقطع جدالها قوي لِسَانه وجلادها سنا سنانه قَامَ بهَا وصابرها وبلي باصاغرها وقاسى أكابرها وَأهل بدع قَامَ بدفاعها وَجهد فِي حط يفاعها وَمُخَالفَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015