والشبيهة بما يروى عن آلهة الوثنيين. . . ".

هذه شهادة مسيحي على أعلى مستوى من الثقافة، والحياد العلمي في موسوعته التاريخية، أما كان لكم شغل بما ذكر عن كتابكم من تناقض، وخيال، ووثنية!!

كنت أود لأصحابنا ألا يورطوا أنفسهم فيما لا يعلمون، من أسرار القرآن وأسرار بلاغة العربية وفقه لغتها، وذروتها هو القرآن.

وكل ذلك ميادين فسيحة، جال في رُحبها فطاحل من علماء العربية الأجلاء والذين أفنوا أعمارهم في التعرف على الأسرار الدقيقة لبلاغة القرآن، وقد قضوا وما أفرغوا الدلاء.

وما زال العلماء المعاصرون يغترفون، ويستكشفون، ومنهم من برز في بيان الوحدة الموضوعية في القرآن كله، وفي كل سورة من سوره، طالت أم قصرت.

والوحدة الموضوعية في كل سور القرآن من موضوعاته الدقيقة، وقد تكلم فيها الشيخ رشيد رضا في تفسيره، ثم بلغ الذروة فيها المرحوم الشهيد سيد قطب في (ظلال القرآن) .

لقده كان العرب المكذبون للرسول حراصا على اتهام القرآن بكل ما ينفي أنه وحي فهل سمعتم أنهم اتهموه بالتناقض، أو تفكك الموضوع، وهم أفصح فصحاء لغته؟

لقد كان العربي الأصيل يدرك بعض هذه الأسرار البلاغية في القرآن بفطرته، حتى الصبية منهم.

حدث الأصمعي قال: مررت بصبية وهي تغنى منشدة:

أستغفر اللَّه لذنبي كله. . . قبلت إنسانا بغير حِلِّه

مثل الغزال ناعما في دَلّه. . . فانتصف الليل ولم أصلّه

قال الأصمعي: فقلت لها. قاتلك اللَّه، ما أفصحك!!

قالت: أتعد هذا فصاحة مع قول اللَّه:

(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) .

قال الأصمعي: قلت للصبية: وما فيها؟

قالت: آية واحدة جمع فيها بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين.

هذا شأن صبية لم تدخل معهدا، ولم تنتسب إلى جامعة لكنها عربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015