مع براءة القرآن من ذلك، فما بنا حاجة. نحن المسلمين، إلى تشويه عقائد غيرنا، ولولا تهجمكم على ما لا تعرفون لما ذكرنا مثل هذا ولا أشرنا إلى ما سلف من تناقضه!!

وما نذكر من ذلك إلّا على سبيل إقناعكم بأنه كان أولى بكم أن تستروا عوراتكم، قبل أن تتلمسوا العيب للبريء فنذكركم - فوق ما قدمنا - ببعض ما عندكم لعلكم تذكرون.

يذكر سفر الأيام الثاني ص: 21، 22، أن (يهورام) نصبوه ملكا وكانت سنه اثنتين وثلاثين، وأنه ملك ثماني سنين، ثم مات. فتكون سنه عند موته أربعين. وأن ابنه (أخزيا) ملكوه بعد أبيه، وكانت سنه اثنين وأربعين سنة!! ومن مقابلة النصين يكون الابن أكبر من أبيه بسنتين، فيكون قد ولد قبل أبيه، وهذا عندكم كلام مقدس بري من التناقض..

لقد دام جدل بحثي عن حقيقة المسيح - دام في أوربا مائتي عام كاملة، حتى أنكره المنكرون على مدى مائتي عام، وفي سبيل عرض هذه الآراء يذكر

(ول ديورانت) في موسوعته (قصة الحضارة) في المجلد الحادي عشر أن نابليون عندما التقى 1858 بالعالم الألماني (فيلاند)

سأله: هل يؤمن بتاريخية المسيح؟

يقول (ول ديورانت) : ترجع أقدم النسخ التي لدينا من الأناجيل الأربعة إلى القرن الثالث.

أما النسخ الأصلية فيبدو أنها كتبت بين عامي 60، 120 م ثم تعرضت بعد كتابتها مدى قرنين من الزمان لأخطاء النقل، ولعلها تعرضت أيضا لتحريف مقصود. ..

يقول: وإنجيل مرقس يكرر المسألة الواحدة أحيانا في عدة صور..

وإنجيل متى يردد أقوال إنجيل مرقس ولوقا ينص في إنجيله أنه - رغب في تنسيق الروايات السابقة عن المسيح. . ويقتبس كثيرًا من كتابات مرقس، كما يقتبس منها متى. ..

يقول (ول) : وملاك القول أن ثمة تناقضا كثيرا بين بعض الأناجيل والبعض الأخر، وأن فيها نقاطا تاريخية مشكوكا في صحتها، وكثيرا من القصص الباعثة على الريبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015