والكبطان اعني قائد المرسى، وجماعته من الكبراء أحسن مقابلة حامدين لنا بالسلامة وأطلقت مدافع التحية المنحوتة أبراجها في الجبل، كما أطلقت من المركب المذكور أيضا وفق القانون الرسمي، ثم ركبنا في (الكُوجْيسْ) أعني عربية كانت معدة لركوب السفير، ومن معه، وتوجهنا فيها بين صفوف العساكر النظامية حاملة للسلاح مؤدية مراسم السلام والتحية، والموسيقة تصدح بالنغمات والألحان الإنجليزية، وسارت بنا والحالة أن الطرقات والسراجم كلها متزاحمة بالأهالي رجالا ونساء لائحة عليهم لوائح السرور إلى أن وصلنا إلى دار النقنصوات السعيدة. فنزلناها وبعد نحو ساعة توجه السفير لدار حاكم البلد الأشيب العاقل المعتبر (سجورت ويط) بقصد السلام عليه وفقا للقانون الجاري عندهم من كون القادم هو يبتدئ بالسلام، فتلقى السفير بغاية التعظيم والترحيب. وبعد هنيئة من مجالسته رجع السفير لمحل نزوله المشار إليه، وفي الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين ورد عليه الحاكم المذكور وخليفته بقصد رد (البزيطة)! وهي عبارة عندهم على رد الزيارة، فقابله السفير أحسن مقابلة ولاطفه أحسن ملاطفة، وتناول معه شرب الأتاي ثم لما حاول الانصراف أتحفه السفير بسكين رفيع بحمالته الذهبية وخليفته بخنجار مفضض كذالك فأظهر بذلك سرورا عظيما وخرج من عنده على أتم نشاط، وقد كان بساعة خروجه ودخوله ببابه العدد الكثير من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015