لو ترى الشرب حولها من بعيد قلت قوم من قرة يصطلونها

فإن رأيت أن تؤنس، وتطرز المجلس، فتجري في ذلك الجسم الكريم روحه، وتحضره منك مسيحه، وصلت وأجملت.

2 - فصل في ذكر متنزه:

ولما أكب الغمام إكبابا، لم أجد معه إغبابا، واتصل المطر اتصالا، لم ألف معه انفصالا، أذن الله تعالى للصحو أن يطلع صفحته، وينشر صحيفته، فقشعت الريح السحاب، كما طوى السجل الكتاب، وطفقت السماء تخلع جلبابها، والشمس تحط نقابها، وتطلعت الدنيا تبتهج كأنها عروس تجلت، وقد تحلت، ذهبت في لمة من الاخوان نستبق إلى الراحة ركضا، ونطوي للتفرج أرضا وننشر أرضا، فلا ندفع إلا إلى غدير نمير، قد استدار منه في كل قرارة سماء، سحابيه عماء، وانساب في كل تلعة حباب، جلدته حباب، فترددنا بتلك الأباطح، نتهادى تهادي أغصانها، ونتضاحك تضاحك أقحوانها، وللنسيم أثناء ذلك المنظر الوسيم، تراسل مشي، على بساط وشي، فإذا مر بغدير نسجه درعا، وأحكمه صنعا، وإن عثر بجدول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015