موقف ابن المبارك من ابن علية بعد توليه القضاء

ولما ولي إسماعيل بن علية تولى خزائن البصرة أو بغداد أرسل إلى عبد الله بن المبارك في خراسان أن: أرسل إلي القراء والعلماء ليساعدوني على هذه المهمة العظيمة: مهمة بيت المال، فأرسل إليه ابن المبارك يقول: يا جاعل العلم له بازياً يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنوناً بها بعدما كنت دواءً للمجانين أين رواياتك فيما مضى عن ابن عون وابن سيرين وتركك الدنيا ولذاتها وهجر أبواب السلاطين تقول أكرهت فما حيلتي زل حمار العلم في الطين لا تبع الدين بدنيا كما يفعل ضلال الرهابين وقال ابن المبارك: رأيت الذنوب تميت القلوب ويورثك الذل إدمانها وترك الذنوب حياة للقلوب وخير لنفسك عصيانها وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يربحوا ولم يغل في البيع أثمانها لقد رتع القوم في جيفة يدين لذي العقل إنتانها وقال أبو العتاهية: عجباً لأرباب العقول والحرص في طلب الفضول سلاب أكسية الأرامل واليتامى والكهول والجامعين المكثرين من الخيانة والغلول والمؤثرين لدار رحلتهم على دار الحلول وضعوا عقولهم من الدنيا بمدرجة السيول ولهوا بأطراف الفروع وأغفلوا علم الأصول وتتبعوا جمع الحطام وفارقوا أثر الرسول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015